في تحقيق صحفي أجرته صحيفة Utrop المختصة بأخبار و واقع المهاجرين والمتعددي الثقافات في النرويج
يتواصل إضراب الجوع الذي يخوضه عشرات طالبي اللجوء السوريين في مراكز الاستقبال بالنرويج، احتجاجًا على تجميد معالجة طلباتهم من قبل مديرية الهجرة النرويجية (UDI). ويشارك في الإضراب حوالي 70 شخصًا، بينهم 15 لاجئًا في مركز استقبال “Storslett” في مقاطعة ترومس، حيث دخل إضرابهم يومه العاشر دون تناول أي غذاء، مكتفين بالماء فقط. ويطالب المضربون السلطات النرويجية بإعادة النظر في أوضاعهم وتسريع إجراءات البت في طلباتهم، التي توقفت منذ سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر الماضي.
صرخة يأس ومطالب بالعدل
أوضح أُويس حسن، المتحدث باسم المضربين، أن العديد منهم يعيشون في النرويج منذ أكثر من عامين دون أن تُتاح لهم فرصة إجراء مقابلة لجوء رسمية، معبرًا عن إحباطه بقوله: “يبدو أن حياتنا بلا قيمة هنا”. ويشعر اللاجئون بالقلق من أن تبقى أوضاعهم معلقة لفترة طويلة، خصوصًا أن كثيرًا منهم فقدوا الأمل في إمكانية العودة إلى سوريا قريبًا.
سوريا غير مستقرة… والأوضاع قد تتدهور
وفي سياق متصل، أكد البروفيسور بريان لي، المتخصص في دراسات الشرق الأوسط بجامعة أوسلو، أن سوريا ما زالت في حالة من الفوضى وعدم الاستقرار، حيث تسيطر جماعات متعددة على مناطق مختلفة، بينما تستمر النزاعات المسلحة، ولا تزال الأعمال العسكرية التركية ضد الجماعات الكردية قائمة، مما أدى إلى سقوط مئات الضحايا في الأشهر الأخيرة.
وأشار لي إلى أن سوريا تعاني من انفلات أمني واسع يشمل عمليات قتل انتقامية، واشتباكات عشائرية، وارتفاع معدلات الجريمة المنظمة مثل الخطف مقابل الفدية وتهريب المخدرات. كما أن البنية التحتية للبلاد مدمرة، والخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه غير مستقرة، ما يفاقم معاناة السكان.
لا عودة آمنة للاجئين في المستقبل القريب
وحذر لي من أن إعادة اللاجئين السوريين قسرًا إلى بلادهم قد تؤدي إلى تفاقم الأزمة هناك، معتبرًا أن البلاد ليست مستعدة لاستقبال أعداد كبيرة من العائدين. وبدلًا من ذلك، يرى أن منح اللاجئين فرصة زيارة بلدهم للتحضير لعودتهم الطوعية قد يكون خيارًا أكثر حكمة، كما هو الحال في بعض الدول مثل تركيا وفرنسا.
مطالب بتمكين اللاجئين في النرويج
من جانبها، انتقدت زينة بالي، الناشطة السورية ومديرة منظمة “مساحات”، السياسات الحالية، معتبرة أن ترك اللاجئين في حالة من الغموض والانتظار لسنوات هو “قتل بطيء”. وأكدت أن الحد الأدنى الذي يمكن للسلطات فعله هو منح اللاجئين الحق في العمل والدراسة أثناء انتظارهم، محذرة من أن الوضع في سوريا قد يظل متوترًا لسنوات قادمة.
انـقر هنــا
أو على تيليجرام :
انـقر هنــا
ولاتنسوا الإنضمام إلى مجموعتنا على فيسبوك :
انـقر هنــا